التخطي إلى المحتوى
لماذا من الصعب علينا أن نحب

 

 

البشر مبرمجين فطرياً للتواصل مع الأخرين والوقوع في الحب مع إختلاف نوع العلاقة، سواء كانت أمومة أو أبوة أو اخوة أو أصدقاء، حتي الأشخاص الذين يولدون مع إختلافات جينية مثل التوحد، يتم دفعهم إلي التمتع بعلاقات حب مع الأخرين، إن الرغبة في العثور علي الحب هي دعوة غريزية، وعلي الرغم من ذلك يجد بعض الناس أنه من الصعب الوقوع في الحب، و يجد جيلنا الحالي الكثير من المتاعب في العثور على حب حقيقي فنحن نميل إلى الوقوع في حب الأشخاص الذين يجمعون معايير معينة في أذهاننا، و يعتمد هذا المعيار اللاوعي على تجاربنا السابقة، والعلاقة مع والدينا أو الأحداث التي حدثت في حياتنا، بناء على المعيار اللاوعي لكل فرد، و تختلف الأسباب من شخص لشخص ما في سبب صعوبة الوقوع في الحب.
و يمكن أن يكون الوقوع في حب شخص ما صعبا للغاية، لعدة أسباب والأكثر شيوعاً منها:-
• الخوف من الالتزام.


أصبحت مواضيع التعارف الحديثة غامضة جدا ومربكة، فبعض الأزواج لديهم إنحراف بقضايا الالتزام، ويبدو أنهم لا يريدون قبول شروط كونهم مسؤولين، في حين أن البعض يترددون في مناقشة المسؤوليات، و بعض الناس لديهم خوف من الالتزام لأنه يتطلب الاهتمام والتفاني، إلا أن آخرين يتبادرون مع عدم معرفة ما إذا كان هذا الشخص هو الصحيح.

• التعدد وعدم الإكتفاء.


‏تعد ثقافة التعدد بارزة جدا في المجتمع هذه الأيام، فهي تتيح الحد الأدنى من الوقت للالتزام، والحد الأدنى من المرفقات العاطفية والمزيد من الفرص للسرور البدني. وبالتالي، الحب يتطلب منا مواجهة أنفسنا أولا، والاندفاع، وهذا الأمر الذي يصعب القيام به لمعظم الناس.

• الخوف من الأذي والفشل، وإنعدام الأمن.


ومن الصعب علينا أن نحب بسبب الخوف من العلاقات الفاشلة، وهذا الأمر أصبح شائعا جدا برؤية الأشخاص من حولنا، من المستحيل عمليا أن تثق في شخص ما هذه الأيام.
لقد سمعنا جميعا قصصاً من أصدقائنا وعائلتنا مرتبطة بسلسلة من الإنكسارات، ونتيجة لذلك يتكون لدي البعض مشكلات ثقة رئيسية، في حين أن البعض الآخر قد يشعر بالضيق مع انعدام الأمن من شريكهم.

• السطحية والضحالة.


سطحية ومظاهر بعض الناس ضحلة بشكل لا يصدق، ولا يساعد ذلك في معرفة أن الكثير من الناس يهتمون بالمظاهر عند البحث عن شريك، وبالتالي يمكن أن تجعل الشخص يختار بحذر شديد.

• المعايير الخاصة.

من الجيد بالتأكيد الحفاظ على معايير خاصة، لأنك تريد أن تكون مع شخص يطابق قيمتك، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تصبح المعايير غير قابلة للحياة، فربما حان الوقت لإعادة التفكير، وغالباً لن يكون لدى الجميع نفس الاهتمامات أو الهوايات مثلك، فالصعوبة في الحب ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالأشخاص الذين لديهم توقعات بشرية، و محفزات ورغبات و إحتياجات عالية.
لقد حددت البرامج التلفزيونية والأفلام معيارًا غير واقعي للحب، يمكن أن تؤدي رؤية علاقة مثالية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وضع معايير أعلى مما ينبغي، ولكن يجب الإنتباه إلي أن المشاركات التي ينشرها الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد أجزاء من حياتهم، و جميع العلاقات الحقيقية لها صعود وهبوط، ويتطلب الأمر تفانيًا هائلاً للالتزام الجاد بالعلاقة، وفي بعض الأحيان قد تجد نفسك تقع في حب شخص لا تتوقعه على الإطلاق.

• عدم البحث في الأماكن الصحيحة.

في بعض الأحيان يمكنك أن تجد الحب في أكثر الأماكن الغير متوقعة.

• عدم الثقة في النفس.

هذا السبب هو تتويج لجميع الأسباب التي بسببها يصعب علينا أن نجد الحب، فالخوف وعدم الثقة قد يقيدان الفرد من التقدم.

• أسلوب الحياة المزدحم.

وجود إلتزامات أخرى لها الأولوية قد لا تسمح لنا، فالوظائف، والعائلة، والمهام الحياتية لا تترك لنا أي وقت تقريباً للإختلاط.

• الأنانية والكبرياء.


المشاعر السلبية تنهي علاقات الحب قبل وجودها، فبعض العلاقات تتطلب بعض التنازلات والتفاهم، وان لا ترى أن إحتياجاتك أكثر أهمية من إحتياجات أي شخص، وأن تري الأخرين كأنهم أشخاصاً، وليس كأشياء أو أقل شأناً.

• تجارب سابقة.

أصبح الأغلب حذر لأن معظمهم قد أصيبت مشاعرهم، فهم يفضلون عدم القفز إلي العلاقات التالية بدون اخذ الحيطة، لأنهم يعرفون جيداً كيف يمكن أن يشعر المرء بالعجز والضعف عند إصابة مشاعرهم بالخذلان، إن منح شخص جديد نفس القوة ليضعك في نفس الألم ليس بالأمر السهل.

• عوامل مجتمعية.

بغض النظر عن مدى محاولتنا للوصول إلي الأخرين، نجد الكثير من الصعوبات والتحديات للحب، فكلنا نكافح مع نقاط ضعف مختلفة، وأحياناً يقيدنا المجتمع بسلوكيات وعادات محددة، مما يعيق الفرد من الوصول لبعض الأمور، وتتخلص العوامل المجتمعية في العادات والتقاليد، و ‏الخجل، و الحالة المادية للفرد وعدم الإستقرار، وصعوبة التواصل مع الأخرين، لأن التواصل مع إنسان أخر يمثل تحدياً في بعض الأحيان، فالعلاقات الشخصية لها تحديات.

عندما نتحدث عن الحب، فإننا نشير إلى عنصر مهم جدًا لكل واحد منا بحيث لا يمكن لأحد أن يدعي أنه لم يختبر أحد أشكاله المتعددة على الأقل، يأخذ الحب أشكالًا مختلفة، ويمكن أن يتطور بمرور الوقت فالحب للشريك له ظلال مختلفة عن الحب للأصدقاء، تمامًا كما يختلف الحب للأخوة والأخوات عن حب الأطفال.
ومع ذلك ربما يكون أحد أكثر المشاعر صعوبة في الحياة، ربما يكون الحب هو أكثر المشاعر قوة التي نشعر بها، فبالنسبة للحب نستطيع تقديم تنازلات لم نكن نعتقد أنها ممكنة، وأن نجد في أنفسنا شجاعة لم نكن نعلم أننا نمتلكها و إتخاذ قرارات لن نكون قادرين على دعمها بدونه، ولذا قد يتطلب منا حب الأخرين القيام ببعض التنازلات، والقيام ببعض الجرد الذات الغير مريح.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *