التخطي إلى المحتوى
الكلام وما يتألف منه

إذا أردت أن تعرّف الكلام فاذهب إلى سيبويه ستجده لم يعرف الكلام، وكذا المبرد لم يعرفه،لكنهما كي يقربا المسافة على الدارس قالوا أن الكلمةاسم وحرف وفعل،والحرف جاء لمعنى وليس باسم ولا فعل.

وكأنهما يريدان أن يقولا أنه لا داعي ولا ضرورة ولا فائدة من الخوض في هذا الموضع، ولكننا نجد العلماء من بعدهما يقفون حيال الكلمة ليعرفوها.

وسنعرض هذه التعريفات في عجالة، ولكن قبل ذكرها لا بد أن نعرف أنها لا تعود بالفائدة التامة أو المرجوة على دارسي هذا الفن الجميل وإنما هي حدود منطقية وتحليلات اعتمدت على الحدس والتعريفات على عجل:

يقول ابن جني في تعريف الكلمة

يقول ابن جني في الخصائص:

الكلام: كل لفظ مستقل بنفسه مفيد لمعناه.

وهذا التعريف هو تعريف الجمل عند النحويين المحدثين نحوقام محمدهذا زيد

يقول ابن مالك في تعريف الكلمة

يقول ابن مالك في الكلمة أنها ما تضمن اسنادا مفيدا مقصودا لذاته، وأشار إلى ذلك في ألفيته  قال: كلامنا لفظ مفيد كاستقم

قال ابن هشام في تعريف الكلام

قال ابن هشام: هو عبارة عن اجتماع اللفظ والفائدة.

نحوقام زيدوإذا حللنا هذا المثال وعرضناه على التعريفات الثلاثة سنجد أنه على تعريف ابن جني لفظ استقر بنفسه عن الافتقار وأفاد معنى، وعند ابن مالك ستجده تضمن الاسناد وأفاد معنى مقصودا لذاته، وعند ابن هشام ستجده اجتمع فيه اللفظ والإفادة.

فائدة

ومما سبق نفهم أن مثلزيدلا يسمى كلاما لأنه لا يفيد معنى، وأن الرمز والخط والإشارة لا يسمى كلاما لأنه ليس لفظا، والمركب الاسنادي لا يسمى كلاما لأنه لا يفيد معنى مقصودا لذاته مستقلا مثلالنار حارة، وكذلك المركب الإضافي لأنه لا يفيد معنى مقصودا مثلغلام زيد، وهكذا

الكلمة في اللغة

لا بد أن نعلم أن كل حرف في اللغة العربية كلمة، ولذا فإنهم حين قسموا الكلمة قسموها إلىاسم وفعل وحرف”.

وتطلق كذلك على الحرف الواحد من حروف الهجاء، وعلى اللفظ المكون من عدة حروف، وكذلك على القصيدة، وعلى الخطبة بأسرها فنقولقال الشاعر في كلمته، وقالالخطيب في كلمته، وتطلق على الشهادتين فنقول لأحدهمقل كلمة التوحيد، قال تعالى (وجعلها كلمة باقية في عقبه)، وقال سبحانه (كلا إنها كلمة هو قائلها)، وقالالنبي في بيت شعر أصدق كلمة قالها لبيد (ألا كل ماخلا الله باطل … وكل نعيم لا محالة زائل).

كيف تقرأ كلمة

وتقرأ كلمة على لغة أهل الحجاز بفتح الكاف وكسر اللام، وقرأها تميم بكسر وسكون، بَيْدَ أن الفراء حكى فيها ثلاث لغات:

فتح فكسر، كسر فسكون، فتح فسكونكَبِد، كِبْد، كَبْد

ومادةالكلمةتدل تقلباتها على القوة والشدة، وكونها تدل على القوة دليل على قوة اللغة وبعد غورها وكفى أن الله اختارها لنفسه ونبيه وأهل جنته.

تعريف القول في اللغة العربية

كل لفظ أفاد معنى أو لم يفد مفردا كان أو مركبا زاد عن الثلاثة أو نقص.

هل القول أعم أم الكلام

القول أعم من الكلام لأن الكلام لا بد أن يكون تاما مفيدا، أما القول فلا يشترط، فربما كان مفيدا وربما غير مفيد، ربما تاما وربما ناقصا.

فالتام هو المفيد نحوصه،قام محمد، والناقص هو غير المفيد.

وأقرب دليل على الفرق بين القول والكلام أنك ترى إجماع الناس على أن القرآن كلام الله لا قول الله،

لأن الكلام في قوالب الإفادة دائما، أما القول فقد يعتريه في بعض الأحايين نقص.

فإذا قلت في القرآن قول فيعني ذلك أن القرآن فيه تام وفيه ناقص وهذا محال، أما إذا قلت كلام الله فيعني ذلك أن كل لفظة في القران تامة كاملة أفادت معناها فيمكانها.

يقول ابن هشام في تعريف القول

يقول ابن هشام: القول عبارة عن اللفظ الدال على معنى فهو أعم من الكلمة والكلام والكلم.

 يقول الأشموني في القول

يقول الأشموني: كل كلام قول ولا عكس، وأما كونه أعم من الكلام فانطلاقه على المفيد وغيره والكلام مختص بالمفيد، وكونه أعم من الكلم فانطلاقه على المركب من كلمتينو ثلاثة والكلم مختص بالمركب من ثلاثة فأكثر، وكونه أعم من الكلمة فانطلاقه على المفرد والمركب والكلمة مختصة بالمفرد.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *