التخطي إلى المحتوى
تقسيم الاسم إلى جامد ومشتق

ينقسم الإسم إلى جامدٍ ومشتق من حيث أخذه من غيره عدم أخذه.

فالجامد: مالم يؤخذ من غيره،

والمشتق: ما يؤخذ من غيره، ويشترط أن يكون المشتق والمشتق منه من كلام العرب.

وهذا التعريف يمكن ضبطه على المذهب البصري القائل بجمود المصدر، والكوفي القائل باشتقاقه، والمشهور في كتب الصرف ان التعريف يتجه ناحية المذهب البصري.

فالجامد: ما دل على ذات أو معنى، والذات تقوم بنفسها كأسماء الأجناس، نحو : رجل ، أسد ، حجر

والمعنى: ما قام بغيره كالمصادر، نحو: العلم والضرب والشجاعة، أما المشتق: فهو ما دل على حدث وذات برتبط بها الحدث على وجه مخصوص.

تعريف الإشتقاق

الاشتقاق في الاصطلاح: أخذ كلمة من أخرى بينهما ارتباط في اللفظ والمعنى ليعرف رجوع أحدهما إلى الآخر، فيدخل فيه ، نحو: (فهم يفهم افهم فاهم مفهوم ) ونحو:يئس أيس، وبذلك صار التعريف جامعًا لأنواعه الثلاثة

أنواع الاشتقاق

صغيركبيرأكبر

ونتناول هنا الاشتقاق الصغير

وهو أخذ كلمة من أخرى بينهما تناسب في المعنى واتفاق في الحروف الأصلية وترتيبها مثل فهم يفهم.

وسمي صغيرًا: لأنه لا يحتاج في إدراكه إلى تأمل.

الخلاف في المشتق منه في

الاشتقاق الصغير

١ذهب جمهور البصريين إلى أن جميع المشتقات من الأسماء والأفعال مأخوذ من المصدر.

٢وقال الكوفيون أن المصدر والأسماء المشتقة مأخوذ من الفعل.

٣وقال السيرافي والفارسي أن المصدر أصل للفعل، والفعل أصل لباقي المشتقات.

٤وقال السيوطي زعم قوم من أهل النظر أن الكلم كله أصل وليس منه شيئ ٱشتق من غيره.

والمعمول به الرأيان الأولان

فيرى جمهور البصريين

أن المصدر أصل للجميع، فكلمة مصدر عندهم اسم مكان، وعرف البصريون المصدر فقالوا: اسم الحدث الذي يشتق منه الفعل وسائر مشتقات الأسماء.

ويرى الكوفيون:

أن الفعل هو الأصل، فكلمة مصدر عندهم مصدر ميمي أريد به اسم الفاعل، وهو عندهم: اسم الحدث الذي اشتق منه الفعل.

أدلة البصريين على قولهم

استدلوا بأدلة كثيرة أقواها ما ذكره الرضي إذ قال: وقال البصريون كل فرع يؤخذ من أصل ويصاغ منه ينبغي أن يكون فيه ما في الأصل مع زيادة في الغرض منالصوغ والاشتقاق، كالخاتم من الفضة، وهكذا حال الفعل فيه معنى المصدر مع زيادة أحد الأزمنة التي هي الغرض من وضع الفعل؛ لأنه كان يحصل بقولك ( لزيد ضرب )لكنهم طالبوا ببيان زمان الفعل على وجه آخر، فوضعوا الفعل الدال بجوهر حرفه على المصدر وبوزنه على الزمان، ومثل الفعل الأسماء المشتقة فإنها تدل بحروفها علىالحدث، ووزنها على الذات.

أدلة الكوفيين

وأما الكوفيون فاستدلوا بكثير أشهرها ثلاثة

*الأول: دوران المصدر حول الفعل إعلالا وصحة

فأعل نحو ( عدة ) بحذف الواو لحذفها من مضارعه، وأعل نحو ( قيام ) بقلب الواو ياء لإعلال فعله بالقلب في ( قام)، ولم يعل بالحذف نحو ( وجل ) لصحة ( يوجل ) ولم يعلبالقلب نحو ( قوام ) لصحة فعله ( قاوم ).

والرد على هذا:

أن هذا لا يدل على أصالة الفعل في الوجود، بل هو دوران للمناسبة في اللفظ والمعنى لا للأصالة، بدليل أن هذه المتابعة موجودة بين الأفعال أنفسها، فقد حذف الواو منالمضارع المبدوء بغير الياء نحو ( أعد وتعد ) حملا على المبدوء بها؛ إذ هو الذي انفرد بوجود المقتضى للحذف، فليس بمعقول أن يكون فعل أصلًا لفعل آخر وهما من نوعواحد على أنه قد صح المصدر مع إعلال فعله نحو ( رمى رميًا ) وأعل مع تصحيح فعله نحو ( اعشوشب اعشيشابًا ).

الثاني: وقوعه تأكيدًا له نحو ( ضربت ضربًا ) والمؤكَّد فرع المؤكِّد، ويقضي هذا أن المصدر في الحقيقة تأكيدا للمصدر والمضمون في الفعل

قال الرضي: ولكنهم سموه تأكيدًا للفعل توسعا فقولك ( ضربت ) بمعنى ( أحدثت ضربًا ) فظهر أنه تأكيد للمصدر المضمون، لا للإخبار والزمان اللذين تضمنها الفعل.

الثالث: عمل الفعل فيه نحو ( ضربت ضربًا ) والعامل قبل المعمول

الرد عليه: يرد الرضي بقوله: فقولهم قبل المعمول فيه مغالطة، إن أرادوا أن مرتبته وقت العمل أن يتلفظ به المصدر فمسلم ولا ينفعهم؛ لأن النزاع في كون الفعل مقدما وضعًاعلى وضع المصدر لا في تقديمه عليه عند عمله.

الاشتقاق من اسم العين

قد وقع الاشتقاق كثيرا من أسماء الأعيان، فمن ذلك الاشتقاق من الذهب والفضة والدينار والدرهم والحجر والتراب والرمل واللجام والتيس والفيل والناقة ، فقالوا ( مذهب،مدنر، مدرهم، استحجر، تربت يداه، أرمل، ألجم فيه، استتيست الماعز، استفيل الجمل ) ومن أمثالهم ( استنوق الجمل.

ومن ذلك فاعل في العدد، قال خالد: الاشتقاق من العدد سماعي؛ لأنه من قبيل الاشتقاق من الأجناس.

خلاصة

وينبغي أن تعرف أن الاشتقاق في أسماء الأعيان قد حذوا فيه حذو الاشتقاق من أسماء المعاني، ومع كثرة الاشتقاق من أسماء الأعيان لم يصل المتقدمون فيه بالقياسية،وحملهم على ذلك أمران

الأول: قلة ما ورد من المشتقات من الأعيان بالنسبة إلى ما ورد من المشتقات من المعاني.

الثاني: أن المشتق دائما يحمل الحدث، إما مع الذات أو الزمان أو المكان، والذي يفيد الحدث وحده حتى يكون مناطا للاشتاق، إنما هو المصدر ، لكن لما كانت كثرةالمشتقات من الأعيان في ذاتها مطمئنة، وحاجة العلم لا الأدب ماسة إلى الاشتقاق من أسماء الأعيان رأى المجمع اعتباره قياسيًا فيها.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *