التخطي إلى المحتوى
كيف اعود طفلي علي الصيام

يحس الأطفال بالحماسة لقدوم شهر رمضان،في موقع ترويسة الاخباري سوف نسرد لكم كيف اعود طفلي علي الصيام، ولاسيّما أولئك الذين يصومون لأول مرة. فالطفل سائرًا في العالم العربي والإسلامي معتاد على مفهوم الصوم و مرأى رمضان و طقوسه.

ومثل الراشد،تغمر الولد السعادة لاستقبال ذلك الشهر فتتكوّن عنده رغبة في الصوم في سن قبل الأوَان. هل يعي الولد المعنى الحقيقي للصيام؟هل يدري أنه ليس حصرا امتناعًا عن التغذية و المشروب؟وكيف يمكن الأهل بيّن معنى ذاك الشهر الفضيل لطفلهم الصغير؟كيف اعود طفلي علي الصيام؟

يشاهد الاختصاصيون في التربية الإسلامية، ورجال الدين أن الأطفال غير ملزمين بفريضة الصوم حتى يصلوا.

استنادًا الى الحوار الشريف: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَن النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَن الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَن الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ رواه أبو داود

لهذا فإن صوم الغلام في نهار رمضان ليس على وجه الإنفاذ والوجوب، وإنما على وجه التحبيب والترغيب، ويبدأ استحبابًا من سن السابعة، بغية يتدرّب على التزام الشريعة بشكل مطرد، حتى لو ما كبُر ووصل، وجد في ذاته الطواعية التامة للتقرب من الله سبحانه، وابتغاء الأجر والمكافأة.

غير أن إذا كانت عند الولد الصغير توقاً إلى الصوم، فإنه يُفضَّل تعويده تدريجًا، خصوصًا إذا بلغ إلى سنّ التمييز، وعادة تكون في أعقاب السابعة.

وتلك أبرز التعليمات التي يمكن الأهل تتبعها كيف اعود طفلي علي الصيام

  • تزيين المنزل بزينة رمضان: الزينة جميلة ومن الجيد أن يحضر الأهل زينة لرمضان، خصوصًا أن ثمة تنافسًا ضخمًا مع مناسبات أخرى. من المستحب تزيين المنزل لمناسبة شهر رمضان بفوانيس وأهلّة، أو تزيين حجرة الطفل، فهذا يعطي الشهر الرهجة والفرحة، وفي نفس الوقت يدخل المرح إلى قلب الغلام. مثلما من الجميل أن يحيي الأهل قليل من أعراف رمضان القديمة.
  •  الصيام في طراز تصاعدي: في بدايات الصوم وفي سن السابعة، من الممكن أن تجيز الأم لطفلها بالصيام 3 ساعات في اليوم. ومن المفضّل أن تكون في نهاية النهار، أي الساعات الثلاث الأخيرة قبل الإفطار، فالقعود إلى مائدة الإفطار فيه سعادة ومعنى جميل.
  • أمّا الصيام أثناء وقت النهار الأولى فلا يشعره برهجة رمضان، والأجدر أن يأكل فطوره وغداه، وعند الساعة الرابعة والنصف مثلاً تقول له أمه: صار في إمكانك الصيام حتى ساعة الإفطار لنفرح معًا. طبعًا في السابعة يمكن أن تشكل 4 ساعات صوم ونزيد سنويا ساعة بحسب تمكُّن الصبي، ولذا يرجع إلى رغبته ومقدرته الجسدية.
  • ويترافق ذاك مع عبارات المدح وأوضح معنى الصوم، أي أننا نصوم لله ونطيعه وهو يرضى عنا. اشتراط أن يكون السحور ملازمًا للصوم. أما إذا كانت عند الولد حقاً متشكلة صحية ويصرّ على الصيام، يمكن الأهل أن يسمحوا له بالصوم فترة ساعة قبل الإفطار، ومن ثم يشعرونه بفرح الصيام ومشاركة باقي شخصيات الأسرة.
  •  عدم المبالغة في فريضة الصوم إذا شعر الولد بالتعب: الصوم لا يقصد الامتناع عن الغذاء والمشروب لاغير، إلا أن هو أخلاق حسنة، ومعاملة كريمة، وتحمل للمسؤولية، ومراعاة تامة بالتربية والتعليم، وذلك هو الهدف القانوني في صوم الأطفال. لهذا يلزم على الأبوين التوسّط في صيام أبنائهم، فلا يكلفونهم ما لا يطيقون حتى يشق عليهم الصيام مشقة بالغة، فيصوم الولد الصغير رهابًا من تعنيف الأب أو التهكم منه إن أفطر، فتخور قواه حتى يلحقه العنت من هذا.
  •  مناشدة أصدقائه إلى مائدة الإفطار: من الجيد أن مدينة تعزّز الأم الطقوس الجميلة لرمضان، وتحث وتدعم وَلدها أو بِنتها على طلب أصدقائهما إلى الإفطار. فيحضّران برفقتها التغذية وينسّقان المائدة تأهباً للإفطار.
  •  حث الغلام والمراهق على الإسهام في الإفطارات الخيرية: يمكن الأبوين تحفيز ابنهما أو ابنتهما المراهقة على الإسهام في عمل خيري طوال شهر رمضان على يد التبرّع لتحضير إفطار في ممنهجة خيرية مثل دار الأيتام أو دار العجزة. وبذلك يكون رمضان بابًا لتعليم الأولاد المعنى الحقيقي للعمل الخيري وبطريقة محسوسة.
  •  أن يكون الأهل القدوة الجميل للصيام: قبل أن يشرح الأهل معنى الصوم، عليهم أن يكونوا القدوة الصحيح للصيام، فكثيرًا ما نسمع فقرة «دعني أنا صائم»، أي يبررون غضبهم العاجل وعصبيتهم بأنهم صائمون، وذلك غير دقيق لأن تلك الفقرة تمنح الولد انطباعًا سيئًا عن معنى الصيام. لذلك على الراشدين أن يقتنعوا بأن الصوم لله ويحاولوا حجم المستطاع ألا يتفوّهوا بتلك الفقرات اللغوية.
  •  وضح معنى الصوم: من الأساسي أن يشرح الأهل لطفلهم أن الصيام يعلّم الجلَد وقوة الإرادة والشعور مع الآخرين، لا سيما المحتاجين الذين لا يجدون ما يأكلونه، وأن كل طاعات الله لها ثواب مقيدة، ما عدا الصوم فليس له حواجز «سوى الصوم فهو لي وأنا أجزي به» ومكافأته جسيمة جدًا.
  •  التزام الأهل بما يقولونه عنا لصيام: على الأهل الالتزام بما يقولونه عن ضرورة الصوم وفضائله وحسناته، وأن تكون أفعالهم تأديةًا لأقوالهم، بغية لا يحس الولد بالتشوّش، ويفكر في ذاته «كيف يقولون لي إن الصيام يعلّم التحمل، وهم سريعو الغضب لأنهم صائمون»؟! الصوم ليس عن الغذاء والمشروب لاغير، إلا أن هو السيطرة على الغرائز والبقاء بعيدا عن العصبية والكذب والصراخ أو السباب.
  • ذلك ما يفتقر الغلام إلى فهمه، درايةًا أن ذاك لا يمكن أن يكون مقتصرًا على شهر رمضان ليس إلا.
  •  عدم الإفراط في مائدة الإفطار: الإفراط في المائدة أو رمي الغذاء الفائض قد يكون السبب في تشوّش تفكير الولد الصغير، فهو سوف يسأل ذاته «كيف يقول لي إقليمي إن من أكثر معاني الصوم الإحساس مع المحتاجين، وها هم يرمون الغذاء الفائض؟»… فالطفل نبيه وغير ممكن الاستخفاف بإمكانياته العقلية.
  • والشرط الأوحد لإثراء المائدة بالأطباق، هو تجزئة القوت وإعطاء الفائض للمحتاجين. من الهام أن يشاهد الصبي كيف تمنح والدته طبق «أول سكبة» لأحد الفقراء، ويجب أن يعلم أن التبرع يكون من أجمل وأسمى ما عندنا.
  • عشرة تلاوة دعاء الإفطار: أي أن يكون الأهل قد علّموا أبناءهم الصغار طاعات الله، أي البسملة والحمدلة لدى البداية بتناول الأكلة، ما إذا كان في رمضان أو غيره من أيام العام. غير أن من الجميل أن يُتلى صلاة الإفطار والكل يسمع، ومن الجميل المطلب من الصبي الصائم تلاوته، ومن الممكن أن تكون تلاوة الدعاء مداورة بين أشخاص العائلة.
  •  عدم المبالغة في أوضح معنى رمضان متكرر كل يومًا: فهذا يحس الولد الصغير بالملل، إلا أن يمكن مثلاً إذا أراد الأهل تمكين معنى الشهر في فكر طفلهم، أن يطلبوا من واحد من الأولاد سرد حوار ديني لرياض الصالحين قرأه في كتاب محدد، فهذه تكون أجمل برقية، وبطريقة غير في الحال وسلسلة، وتتحوّل مائدة الإفطار إلى أكل للجسد والروح معًا.
  • لهذا يمكن الأهل طوال ذلك الشهر إدخار الكتب التي تسرد حكايات الأنبياء الموجّهة الى الأطفال والناشئة، بدل إتلاف أن يجلس الغلام الصائم طوال النهار يرى التلفاز لملء الزمن.
  •  عدم تأنيب الولد الصغير حينما يتناول خلسة: ثمة في بَعض الأحيان أطفال ينسون أنهم صائمون أو يأكلون خلسة على الرغم من أنهم غير مرغمين على الصوم. على الأم أثناء الفترة الأولى غض الطرف، فالنسيان شيء والتصرّف المقصود شيء أجدد.
  • وإذا غرض الغلام الأقمشة في الطليعة فوق منها ألا تكون قاسية برفقته، خصوصًا لو كان دون سن الإلزام، فهناك أطفال لا يمكن لهم قوى معارضة مرأى مائدة الإفطار الجميلة ويفقدون صبرهم ويلقمشون، هنا على الأم أن تشغلهم، بأن يساعدوها في تأهب مائدة الأكل، كأن تطلب مثلاً مركز الأطباق أو تقسيم الملاعق أو غسل الخضار. بهذا لن يحس الولد بثقل الدهر.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *